كان
رسول الله قوى الشخصية زكياً فطناً , شديد اللحظ , جميل
الخلق , كريم الصفات , اثنى عليه ربه سبحانه و تعالى و قال
{ وَإِنَّكَ لَعَلى
خُلُقٍ عَظِيم }
(4) سورة القلم
, كان لايؤمن بدين قومة و كان يميل إلى الوحدة بعيداً عنهم
, و كان غالباً ما يعتزل
أسرتة من وقت لأخر ليتفكر فى خلق السماوات و الأرض والجبال
و الشجر و كان دائماً ما يذهب إلى غار حراء بجبل صغير
لا يبعد عن مكة كثيراً و كان يذهب وحده ويوجه نظره إلى
الكعبة مكان العبادة و يتفكر فى خلق الكون و كانت السيدة
خديجة
رضى الله عنها تعينه على ذلك و ترسل له الطعام فى الغار و
كان ذلك قبل أن يبلغ الأربعين عاماً من عمره , فتعود من
صغره
على العمل و التفكر و حسن الخلق و كان أمُى لا يعرف
القراءة ولا الكتابة و لكن علمه ربه فأحسن تأديبه فأصبح
اكبر و
افضل معلمى البشرية
---------------------------------------------
نشأة الحبيب محمد
صلى الله عليه و سلم و فترة شبابه
إقتضت حكمة الله تعالى أن لا يرسل رسولاً إلا و راعى غنم و
لعلها أولى مراتب مدرسة النبوة , فالحق سبحانه و تعالى
يدرب
رُسله على رعاية الرعية برعى الغنم أولاً , لأن الغنم
مجتمع و أمة فيهم القوى و فيهم الضعيف و الشقى و الوديع و
الصحيح
, فإذا ما رعى الراعى ووفق بين هذة الأنواع فى الأغنام ,
فإنة لا يستطيع أن يوافق بين الرعية من بنى الإنسان على
إختلاف
صنوفهم و عقولهم و أفكارهم و التعامل مع كل نوع بما يناسبه
, و قد رعى رسول الله الغنم مثل من سبقوه من الأنبياء ,
و عندما صار شاباً يافعاً , سافر مع عمه أبى طالب فى رحلات
تجارية إلى الشام و نظراً لأمانتة و صدقه قام بعده رحلات
تجارية إلى الشام ثم قام بعدها برحلات خاصه لحساب السيدة
خديجة بنت خويلد , و هى أرملة ثرية , و سيأتى تفصيل ذلك
بإذن
الله تعالى . و قد تعلم الفروسية و فنون القتال فى شبابة
كعادة شباب العرب بعيداً عن مجالس الخمر و لعب الميسر و
كان يكره
الأصنام الموجودة حول الكعبة , و من شمائله يوم الحجر
الأسود حينما تصارعت القبائل و تنازعوا فى وضع الحجر أثناء
تجديد
الكعبة , كل قبيلة تريد أن تظفر بوضع الحجر الأسود ( و هو
حجر من الجنة ) و كادت تقع فتنة كبيرة و يشتعل القتال
فأجتمعوا
أمرهم أن يحتكموا لأول داخل عليهم فكان هو محمد وبفطانه
النبوه و رجاحه عقل الأذكياء , يقرر أن يضع الحجر الأسعد
فى
عباءته و تأخذ كل قبيلة بطرف منها , و بذلك تكون كل قبيلة
قد ساهمت فى وضع الحجر , و أخمد نار الفتنة .
|